تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢١١٥
«١» «٢» «٣» [سبأ : ٣٤/ ٤٦- ٥٤].
المعنى : قل أيها النبي للمشركين : أحذركم عاقبة السوء، وآمركم بخصلة أو قضية واحدة : وهي التأمل والنظر في حقيقة النبوة، وعبادة اللّه تعالى، وفي طاعته، إما مثنى (اثنين اثنين) وإما فرادى (واحد واحد) لأن الاجتماع الكثير يشوش الفكر، وينشر الغوغائية، وحينئذ تعلمون أن صاحبكم ليس بساحر ولا مجنون، وإنما هو نبي مؤيد من عند اللّه بالمعجزات المصدقة له، وأنه منذركم ومخوفكم ما ينتظركم من عذاب شديد على النفوس يوم القيامة.
وقل أيها النبي أيضا للمشركين : لم أطلب منكم أجرا ولا عطاء على أداء رسالة اللّه عز وجل إليكم، فما ثوابي أو أجري إلا على اللّه تعالى، واللّه مطلع على كل شي ء، وعالم به، من صدقي بتبليغ الرسالة، وإعلامكم بالنبوة. وهذا أمر من اللّه تعالى بالتبري من طلب الدنيا وطلب الأجر على الرسالة، وتسليم كل دنيا إلى أهلها والتوكل على اللّه في الأجر، والإقرار بأنه شاهد على كل شي ء من أفعال البشر وأقوالهم وغير ذلك. إن ربي عالم الغيب والشهادة يصطفي للنبوة من يشاء ويرسل جبريل بالوحي إلى من يشاء من عباده.
(٢) فلا هروب ولا نجاة.
(٣) التناول بسهولة ويسر.