تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢١٢٩
«١» [فاطر : ٣٥/ ١٥- ٢٦].
هذه مواعظ وإرشادات، فيا أيها الناس جميعا، أنتم المحتاجون إلى الله تعالى في كل شي ء، والله هو الغني الذي لا حاجة به لأحد، وهو المحمود بالإطلاق المشكور على نعمه وعلى جميع ما يفعله ويقوله، ويقدّره ويشرعه.
ودليل غناه وقدرته : أنه لو شاء لأفناكم، وأتى بقوم غيركم، هم أطوع لله منكم، وأقوم وأتم، وليس ذلك بصعب أو ممتنع على الله تعالى، بل هو يسير هيّن عليه، وهذا تهديد ووعيد.
والمسؤولية لكل إنسان شخصية أو فردية، فلا تتحمل نفس آثمة ذنب نفس أخرى، وذلك لا يمنع من مضاعفة العذاب للقادة المضلين. وكلمة تَزِرُ معناه تحمل الوزر الثقيل. وهذه الآية متعلقة بالذنوب والآثام والجرائم.
وإن طلبت نفس، مثقلة بالأوزار والمعاصي، مساعدة نفس أخرى في حملها، لتحمل عنها بعض الذنوب، لم تتحمل تلك النفس شيئا من ذنوب غيرها، حتى ولو كانت قريبة لها في النسب، كالابن والأب، لأن كل إنسان مشغول بنفسه وحاله.
وأنت أيها النبي تفيد دعوتك أهل التقوى، وتفيد بوعظك الذين يخافون من عذاب ربهم قبل معاينته، وفي خلواتهم السرية، ويؤدون الصلاة المفروضة عليهم على النحو

(١) أي الكتب المكتوبة.


الصفحة التالية
Icon