تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢١٣١
بالمعجزات والأدلة على صدقهم، وبالكتب المكتوبة، كصحف إبراهيم وموسى، وبالكتاب الإلهي النير الواضح، كالتوراة والإنجيل.
ومع كل هذا، كذبوا وعصوا، فاستوجبوا العقاب والتهديد، لذا أخذ الله الكافرين بالعقاب والتنكيل، فكيف رأيت أيها النبي إنكاري عليهم بشدة وقوة؟!.
أدلة أخرى على قدرة الله وتوحيده
ما أكثر الأدلة الدالة على وجود الله تعالى وقدرته ووحدانيته، ففي الكون مشاهد وألوان مختلفة، منها العلوم الأرضية، كإخراج الثمار ذات الألوان المتعددة بماء المطر، وإيجاد الناس والدوابّ والأنعام المختلفة الألوان، وبها يدرك العلماء عظمة الكون، ويؤمنون بوجود الله تعالى، ويعرف المؤمنون الذين يتلون القرآن الكريم، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة وينفقون من أموالهم في السر والعلانية : أن هذه الأعمال تحقق لهم القبول والثواب من الله تعالى على طاعتهم، بل إنهم ينتظرون المزيد من فضل الله وإحسانه، قال الله تعالى مبينا هذه الأدلة والبراهين :
[سورة فاطر (٣٥) : الآيات ٢٧ الى ٣٠]
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (٢٧) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠)
«١» «٢» [فاطر : ٣٥/ ٢٧- ٣٠].
(٢) أي وطرق سود غرابيب، شديدة السواد.