تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢١٤٢
شي ء إذا أراد حدوثه في السماوات والأرض، إن الله تعالى عليم بجميع الكائنات، لا يخفى عليه شي ء منها، تام القدرة لا يصعب عليه شي ء.
ثم أبان الله تعالى سبب إمهاله بعض عباده وتأخيره العذاب عنهم : وهو أن الآخرة من وراء الجميع، وفيها يستوفي جزاء كل أحد، ولو جازى الله تعالى على الذنوب في الدنيا، لأهلك الجميع، أي لو عجل عقاب الناس على معاصيهم لأهلكهم جميعا، ودمر جميع ممتلكاتهم ولم يترك دابة على ظهر الأرض، ولكن يؤجل عقابهم إلى وقت محدد، وهو يوم القيامة، فيحاسبهم حينئذ، ويوفي كل عامل بعمله، والله بصير بمن يستحق منهم الثواب، ومن يستوجب العقاب، وفيه وعيد للكافرين، ووعد للمؤمنين.