تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢١٧١
«١» «٢» «٣» [الصافات : ٣٧/ ٣٨- ٦١].
يخاطب الله تعالى خطابا مباشرا للناس بما معناه : إنكم أيها الجاحدون لتذوقن العذاب المؤلم الدائم في نار جهنم، وليس جزاؤكم إلا بالحق والعدل الذي لا ظلم فيه، وهو عقابكم على أعمالكم من الكفر والمعاصي، فهي سبب الجزاء. لكن عباد الله وهم المؤمنون الذين أخلصهم الله تعالى لنفسه، وهم الطائعون ربهم، المخلصون في عملهم لله تعالى، هم ناجون لا يذوقون العذاب، ولا يناقشون الحساب، ولهم رزق معلوم حسنه وطيبه ودوامه عندهم، ويأتيهم في حين تطلعهم إليه، يشتمل على الفواكه أو الثمار المتنوعة، وبإكرام بليغ متمم للنعم، حيث يخدمون ويرفهون.
ومساكنهم في جنان النعيم الدائم، على أسرّة يتكئون عليها، ينظر بعضهم إلى وجوه بعض، بسرور وابتهاج. وشرابهم يدار عليهم بآنية من عيون جارية، فيها الخمر التي لا تسكر وغيرها من الأنبذة ونحوها، يطوف بها عليهم ولدان مخلدون.
وتلك الخمر شديدة البياض، لذيذة الطعم، طيبة الرائحة، ليس فيها أذى أو فساد، ولا تذهب بالعقول، خلافا لخمر الدنيا. وقوله : مِنْ مَعِينٍ أي من جار مطّرد.
وعندهم زوجات عفيفات، لا ينظرن إلى غير أزواجهن، ذوات عيون واسعة
(٢) أي في الجنة حوريات عفيفات لا ينظرن إلى غيرهن، واسعات الأعين مع الحسن.
(٣) أي في وسط الجحيم.