تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢١٩٥
«١» «٢» [ص : ٣٨/ ١- ١٦].
افتتحت سورة (ص) بهذا الحرف للتنبيه لما يأتي بعدها، وللتحدي وإثبات إعجاز القرآن بأنه متكون من أمثال هذا الحرف، فهل يمكن للعرب معارضته؟ وتالله إن القرآن الكريم كلام اللّه المعجز، وإن محمدا لصادق في نبوته، وإن القرآن ذو شرف ورفعة باقية خالدة ويختص حرف (ص) في هذا الموضع بأن معناه : صدق الله وصدق رسوله محمد.
بل إن الذين أشركوا في استكبار عن قبول الحق والإيمان به، ومخالفة لله ورسوله، ومعاندة ومكابرة، وكثيرا ما أهلك اللّه من قبل مشركي قريش كثيرا من الأمم الخالية، بسبب مخالفتهم للرسل وتكذيبهم الكتب المنزلة من عند اللّه تعالى، ونادوا حين نزول العذاب بهم طالبين النجاة والغوث، فلم يفدهم النداء وقتئذ شيئا، لأن الوقت ليس وقت خلاص وفرار من العذاب بعد المعاينة، والقرن : الأمة من الناس في زمن واحد.
وتعجب مشركو مكة من إرسال رسول مبشر ومنذر منهم ومن أنفسهم
(٢) أي قسطنا من العذاب أو كتاب أعمالنا.