تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٢٦٢
الثاني : ويحتمل أن يكون الدعاء في رفع العذاب اللاحق من السيئات، أي وقهم جزاء السيئات، فهو على هذا على حذف مضاف.
إن فائدة استغفار الملائكة للمؤمنين التائبين الصالحين هي زيادة الكرامة والثواب، وتحقق الإجابة لهذا الدعاء، لأن دعاءهم وسؤالهم بوعد من اللّه تعالى، لا خلف فيه.
ومن مزيد فضل اللّه وتكريمه : إخباره في قرآنه المجيد عن هذا العون والمدد : بأن الملائكة تستغفر لأهل الإيمان، كما تستغفر أيضا لطلاب العلم، كما
جاء في الحديث النبوي الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحة والبيهقي عن أبي الدرداء الذي قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول :«من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهّل اللّه له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء..».
أهوال الحساب يوم القيامة
لا يتصور إنسان تصورا واعيا مدى المخاطر والأهوال والمخاوف التي يتعرض لها الكفرة في عالم الحساب يوم القيامة، ولو لا القرآن الكريم الذي رسم صورة مرعبة لحال الكفار في ذلك اليوم الرهيب، لما أدركنا تلك الأهوال أو تصورناها، وإشفاقا على هذا الإنسان المتمرد في الدنيا عن الإيمان بربه والعمل بأوامر اللّه، كيف يتحمل تلك الأهوال وألوان العذاب والهزات والآلام الشديدة؟! ولكن العلاج سهل وتفادي الويلات المرتقبة أمر يسير جدا، وهذه مهمة القرآن الكريم في الإنذار والتحذير، كما ترسم هذه الآيات :