تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٣٤٢
- ويؤدون الصلاة المفروضة في أوقاتها بنحو تام الأركان والشروط، وبخشوع لله وقلب صاف مرتبط بالله، والصلاة عماد الدين وأعظم العبادات.
- ويتشاورون فيما بينهم في الأمور الخاصة والعامة، كشؤون الحكم والولاية وإعلان الحرب، وتولية الولاة والقضاة والموظفين وغير ذلك من الشؤون العامة والخاصة.
- وينفقون في سبيل اللّه وطاعته بعض ما رزقهم اللّه من أموال وخيرات، لأن الإنفاق قوة للأمة، وعلاج للضعف، وسبيل لإعزاز الأمة، وتحقيق التكافل المطلوب بين الأغنياء والفقراء.
- وهم شجعان أشداء، فإذا تعرضوا للظلم والاعتداء، انتصروا ممن ظلمهم، واستردوا حقوقهم السليبة، وإذا قدروا عفوا، وهذا مدح لمن انتصر على البغي.
ورد الظلم مشروط بتحقيق المماثلة دون تجاوز، فيكون عقاب السيئة مماثلا لأصل الجناية، والمساواة مطلوبة بين الجريمة والعقوبة، ومن عفا عن الظالم المسي ء، وأصلح بالود والعفو ما بينه وبين من عاداه، فثوابه على اللّه، إن اللّه يعاقب المبتدئين بالظلم، المتجاوزين حدودهم، وسمي جزاء السيئة سيئة، مع أن المجازاة من اللّه تعالى ليست سيئة، تسمية للشي ء باسم ما يوجبه ويسببه.
ثم أكد اللّه تعالى على مشروعية دفع الظلم أو البغي، في الآية : وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ اللام في (لمن) لام القسم، أي جواب قسم محذوف.
أي تالله إن المنتصر من الظالم بعد ظلمه له، لا سبيل عليه بمؤاخذة أو عقاب، لأن الانتصار بحق، كأن يشرع القصاص في الجنايات العمدية، أو تضمن جنايات الخطأ والإتلافات، ويجوز الشتم والسب معاملة بالمثل، دون اعتداء ولا تجاوز، وهذا في معنى آية أخرى : لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء :