تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٤٠٩
تفسير سورة الأحقاف
إثبات وحدانية الله تعالى
إثبات توحيد الله والبعث : هما أساس الخلاف الحادّ مع المشركين، لذا عنيت آيات القرآن الكريم بالرد على مزاعم هؤلاء المشركين حول تعدد الآلهة، وألوهية الأصنام، ونفي البعث، ومحور الرد يعتمد على إثبات القدرة الإلهية، بخلق السماوات والأرض وما بينهما من المخلوقات، وسلب القدرة الخلاقة على الخلق عن الآلهة المزعومة، ونفي إمكان نفعها لعابديها في الدنيا والآخرة، بل تكون أعداء لعابديها، وهذا هو الكلام الفصل في الآيات الآتية في مطلع سورة الأحقاف المكية :
[سورة الأحقاف (٤٦) : الآيات ١ الى ٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (٣) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤)
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (٥) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (٦)
«١» «٢» [الأحقاف : ٤٦/ ١- ٦].
(١) أي بالواجب الحسن الذي قد حق أن يكون.
(٢) أي بقية ثابتة من علم صحيح. والأثارة : مصدر كالشجاعة والسماحة : وهي البقية من الشي ء وكأنها أثره. [.....]


الصفحة التالية
Icon