تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٤٤٧
«١» «٢» «٣» [محمد : ٤٧/ ٣٣- ٣٨].
أخرج النسائي والبزار وابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما : أن هذه الآية (إطاعة اللّه والرسول) نزلت في بني أسد من العرب، وذلك أنهم أسلموا وقالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : نحن قد آثرناك على كل شي ء، وجئناك بنفوسنا وأهلينا، كأنهم منّوا بذلك، فنزل فيهم يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا.. الآية [الحجرات : ٤٩/ ١٧]،
و نزلت فيهم هذه الآية.
المعنى : يا أيها الذين صدقوا بالله ورسوله، أطيعوا اللّه وأطيعوا رسوله، بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، ولا تبطلوا حسناتكم بالردة، أو بالمعاصي الكبائر، أو بالرياء والسمعة، والمن والأذى، أو بالشك والنفاق، أو بالعجب والتكبر.
وإذا بطلت أعمال المكلف، ففضل اللّه باق، يغفر له إن شاء، ما لم يمت على الكفر، فإن الذين جحدوا وحدانية اللّه، ومنعوا أنفسهم والناس عن دين اللّه، ثم ماتوا وهم كفار، فلا غفران لذنوبهم، بل يعاقبهم اللّه تعالى.
قال مقاتل : نزلت في رجل سأل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن والده، وقال : إنه كان محسنا في حال كفره.
أخرج مسلم : أن هذه الآية نزلت بسبب أن عديّ بن حاتم قال : يا رسول اللّه، إن حاتما كانت له أفعال برّ، فما حاله؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : هو في
(٢) يبالغ في طلبكم.
(٣) أحقادكم.