تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٥١٦
و المعنى : أن اللّه تعالى يلحق المقصّر بالمحسن، ولا ينقص المحسن من أجره شيئا، والرهين : المرتهن. وفي ألفاظ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ وعيد.
وأصناف النعم المادية على المتقين هي :
- وَأَمْدَدْناهُمْ أي وزودناهم على ما كان لهم من النعيم فاكهة متنوعة، ولحما مختلفا من أنواع اللحوم، من كل ما تشتهيه أنفسهم وتستطيبه وتلذ به. ولا كلفة في الجنة، فلا يتكلّف فيها الذبح والسلخ والطبخ. روي أن المنعّم إذا اشتهى لحما، نزل ذلك الحيوان بين يديه على الهيئة التي اشتهاه فيها.
- ويتعاطون في الجنة كأسا من خمر الجنة، والكأس : الإناء الذي فيه الشراب، ويتجاذبون الكؤوس مع جلسائهم تجاذب سرور ولهو وملاعبة، لشدة فرحهم، وليس في شراب الآخرة ما يدعو إلى اللغو (الكلام الذي لا خير فيه) والتأثيم (الذي يوقع في الإثم) خلافا لشراب الخمور في الدنيا.
ويطوف (يدور) عليهم للخدمة بالكأس والفاكهة والطعام وغير ذلك فتيان يخدمونهم، كأنهم في الحسن والبهاء لؤلؤ مستور، مصون في الصّدف.
- وأقبلوا يتحادثون، ويسأل بعضهم بعضا في الجنة عن أعمالهم وأحوالهم في الدنيا، وما كان فيها من متاعب ومخاوف.
وأجاب المتحدثون سائليهم : إنا كنا في الدنيا خائفين وجلين من عذاب اللّه، فتفضل اللّه علينا بالمغفرة والرحمة، ووفقنا للعمل الصالح، ووقانا عذاب السموم (عذاب النار). والسموم : اسم من أسماء جهنم. والسموم : الحارّ، الذي يبلغ مسامّ الإنسان، ويقال للريح الباردة : سموم.
إنا كنا في الدنيا ندعوه، أي نعبده ونسأله المغفرة والرحمة، فاستجاب لنا، إنه سبحانه هو الكثير الإحسان، الواسع الرحمة والفضل.


الصفحة التالية
Icon