تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٥٣١
«١» «٢» «٣» [النجم : ٥٣/ ٣٢- ٤١].
أخرج الواحدي والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال : كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير : هو صدّيق، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال :«كذبت اليهود، ما من نسمة «٤» يخلقه اللّه في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد» فأنزل اللّه عند ذلك هذه الآية : هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
المحسنون : وهم الذين تقدم ذكرهم : وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى فكلمة الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ نعت لكلمة (الذين) المتقدم قبله : هم الذين يبتعدون عن كبائر الذنوب كالشرك والقتل وأكل مال اليتيم، وعن الفواحش كجرائم الحدود من زنا وقذف وسرقة وحرابة وشرب مسكر. والكبائر : كل ذنب توعد اللّه عليه بالنار وهي السبع الموبقات الآتي بيانها، والفواحش : ما تناهي أو تزايد قبحه عقلا وشرعا من الكبائر، ولكن لا يقع منهم إلا اللمم : أي صغائر الذنوب ومحقرات الأعمال كالنظر إلى المحرّمات والقبلة، فإن اقترفوا اللمم تابوا.
ورد في الصحيحين عن علي رضي اللّه عنه : أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال :«اجتنبوا السبع الموبقات : الإشراك بالله تعالى، والسحر، وقتل النفس التي حرّم اللّه إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والنولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات».

(١) أعرض.
(٢) قطع العطاء ولم يتمه. [.....]
(٣) الوازرة : النفس الآثمة، والوزر : الحمل.
(٤) أي إنسان.


الصفحة التالية
Icon