تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٥٥١
أخرج الطبري ومثله البخاري عن علي رضي اللّه عنه : قال أبو عبد الرحمن السّلمي :«فقال رجل : يا رسول اللّه، ففيم العمل؟ أفي شي ء نستأنفه أو في شي ء قد فرغ منه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :«اعملوا فكل ميسر لما خلق له، سنيسره لليسرى، سنيسره للعسرى».
أخرج النحاس عن أنس رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :«القدرية الذين يقولون : الخير والشر بأيدينا، ليس لهم في شفاعتي نصيب، ولا أنا منهم، ولا هم مني».
ثم أوضح اللّه نفاذ مشيئته وقدره في الخليقة، فقال : وَما أَمْرُنا أي إن أمرنا بإيجاد الأشياء يكون مرة واحدة، لا حاجة فيه إلى تأكيد ثان، فيكون أمرنا بكلمة واحدة نافذا حاصلا موجودا كلمح البصر في سرعته. ولمح البصر : إغماض العين ثم فتحه.
ثم أعاد اللّه تعالى التنبيه للحق، فتالله لقد أهلكنا أمثالكم في الكفر يا معشر قريش، من الأمم السابقة المكذبين بالرسل، فهل من متعظ بما أخزى اللّه أولئك؟! وجميع ما فعله السابقون وتفعلونه من خير أو شر مكتوب في اللوح المحفوظ وغيره من كتب الملائكة. وكل صغير وكبير من الأقوال والأفعال مسطور في اللوح المحفوظ وغيره من كتب الملائكة، وكل صغير وكبير من الأقوال والأفعال مسطور في اللوح المحفوظ وفي دواوين الملائكة وصحائفهم. ثم أخبر اللّه تعالى عن جزاء المتقين فقال :
إِنَّ الْمُتَّقِينَ أي إن أهل التقوى والإيمان والصلاح في بساتين غناء، وأنهار متدفقة، في المقعد الذي صدّقوا به، في الخبر به عند الملك العظيم، المقتدر على ما يشاء ويريدون، وهو اللّه تعالى، والعندية : لبيان الرتبة والقربة. والنّهر اسم جنس، ويراد به الأنهار.