تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٥٧٣
برحمته، سدّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشي ء من الدّلجة «١»، والقصد القصد تبلغوا «٢»».
في البخاري أيضا عن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال :«سدّدوا وقاربوا واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى اللّه، وإن قلّ».
جزاء أصحاب اليمين
ذكر اللّه تعالى ألوان النعيم للسابقين المقرّبين عند اللّه يوم القيامة، ثم أتبعه ببيان أصناف النعيم لأصحاب اليمين، من الفاكهة الكثيرة، والظلال، والمياه، والأنهار الجارية، والفرش المرفوعة، والحور العين العذارى في عمر واحد أو متساويات السّن : أتراب، ومحبّبات إلى أزواجهن، وهذا أنموذج إغرائي لمن اهتم بالماديات، قياسا على أحوال الدنيا التي قد تفتقد فيها هذه الأشياء لكثير من الناس، فيجدون الحلم والعوض محقّقا في الآخرة، وهذا ما نصّت عليه الآتية التالية :
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٢٧ الى ٤٠]
وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١)
وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦)
عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)
«٣» «٤» «٥» «٦» «٧» [الواقعة : ٥٦/ ٢٧- ٤٠].
(٢) أي عليكم بالقصد من الأمور في القول والفعل : وهو الوسط بين الطرفين، وهو منصوب على المصدر المؤكد.
(٣) السّدر : شجر النّبق، والواحدة سدرة، وهو شجر ذو أوراق وأغصان كثيرة، لكن له شوك. والمخضود : مقطوع الشوك.
(٤) الطّلح : شجر الموز، ومنضود : متراكب الثمر.
(٥) جار دائم.
(٦) العرب : النساء المتحبّبات إلى أزواجهن. والأتراب :
متساويات السّن.
(٧) جماعة أو طائفة.