تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٧١١
- وهو عدا ما ذكر غليظ جاف الطبع، شديد الخلق، دعيّ في قريش، ملصق بالقوم، وليس هو منهم. قال قرة الهمداني : إنما ادّعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة، وبواعث كفره وكبره :
- أيكفر بالله تعالى ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، لأن اللّه أنعم عليه بالأموال والبنين؟ حيث جعل جزاء النعم الكفر والجحود؟ فذلك لا ينفعه عند ربّه. وهذا تقريع وتوبيخ على مقابلة النعمة بالكفر بآيات اللّه والإعراض عنها.
- وإذا تليت عليه آيات القرآن، زعم أنها كذب من أكاذيب وقصص الماضين، وليس هو من عند اللّه تعالى. لكن عقابه في الدنيا أو الآخرة أننا سنجعل له على أنفه وسما بالسواد، وبالفعل فإنه قاتل يوم بدر، فخطم بالسيف في القتال.
وقوله : أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤) العامل في (أن) فعل مضمر، تقديره : كفر أو جحد.
قصة أصحاب الجنّة
ينعم اللّه تعالى على بعض العباد بالثروة أو المال الوفير، ليعرف هل المنعم عليه شاكر لربّه في طاعة اللّه وشكر نعمة اللّه، فيزيده من النعمة، أو يكفر بها فيقطعها عنه. وهذا مثل عظيم لأهل مكة وعتاة الكفار وأصحاب الثراء، وهو مثل أصحاب الجنة ذات الثمار والحبوب، طلب منهم أن يشكروا نعمة اللّه، ويؤدّوا الفقراء حقوقهم، فجحدوا النعمة وحرموا المساكين حظّهم، فحرمهم اللّه الثمار كلها. روي أنّ واحدا من ثقيف، وكان مسلما، كان يملك ضيعة، فيها نخل وزرع بقرب صنعاء، وكان يجعل من ناتجها عند الحصاد نصيبا وافرا للفقراء، فلما مات، ورثها منه بنوه،