تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٧٢٤
«١» «٢» «٣» [الحاقّة : ٦٩/ ١٣- ٢٤].
ذكّر اللّه تعالى بأمر القيامة في هذه الآيات، ومبدؤها حين ينفخ إسرافيل النفخة الأولى التي يكون عندها خراب العالم، وحدوث الفزع والصعق. ثم تكون نفخة البعث. وقيل : هي نفخات ثلاث : نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ثم نفخة البعث.
وبعد النفخة الأولى ترفع الجبال من أماكنها بقدرة اللّه، ويضرب بعضها ببعض ضربة واحدة، وتصير مع الأرض كتلة واحدة، وترجع كثيبا مهيلا، وتتبدد وتتغير.
فحينئذ قامت القيامة، ووقعت النازلة. فقوله : وَقَعَتِ الْواقِعَةُ معناه : قامت القيامة والطّامّة الكبرى.
وتصدّعت السماء، فتصير يومئذ ضعيفة مسترخية، غير متماسكة الأجزاء، وتتبدل هي والأرض تبدّلا محسوسا واضحا، ويبرز الناس للحساب بين يدي اللّه تعالى.
وتكون الملائكة على جوانب السماء وحافاتها على أتم الاستعداد لتنفيذ ما يأمرهم اللّه به. ويحمل عرش ربّك فوق رؤوس الملائكة الذين هم على الأرجاء (الجوانب) ثمانية أملاك. وقوله : الْمَلَكُ اسم جنس، يريد به الملائكة. وضمير أَرْجائِها عائد على السماء، أي الملائكة على نواحيها وجوانبها. والعرش في اللغة : سرير الملك، وهو أعظم مخلوقات اللّه تعالى، نؤمن به، ونفوض الأمر في وصفه لله عزّ وجلّ.
في ذلك اليوم، يعرض العباد على اللّه تعالى لحسابهم، فلا يخفى على اللّه من
(٢) ثمارها قريبة التناول.
(٣) الماضية في الدنيا.