تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٧٤٧
و قد أضلّ كبراؤهم كثيرا من الناس، فدعا نوح عليهم قائلا : ولا تزد الكافرين إلا حيرة وبعدا عن الصواب، فلا يهتدوا إلى الحقّ والرشاد.
وسبب الجزاء : هو من أجل كثرة سيئاتهم وآثامهم وإصرارهم على الكفر، ثم أدخلوا نار الآخرة، فلم يجدوا لهم من غير اللّه أنصارا يمنعون عنهم العذاب، ويدفعونه عنهم.
وقال نوح لما أيس من إيمانهم : يا ربّ لا تترك على وجه الأرض منهم أحدا، يسكن الديار. إنك إن أبقيت منهم أحدا، أضلّوا عبادك الذين تخلقهم بعدهم عن طريق الحق، ولا يلدوا إلا كل كافر فاجر في الأعمال، بترك طاعتك، كثير الكفران في القلب لنعمتك، لخبرته بهم.
ثم دعا نوح عليه السّلام لنفسه ولوالديه ولأهل الإيمان قائلا : ربّ استر علي ذنوبي، واستر على والدي المؤمنين برسالتي، واغفر لكل من دخل منزلي وهو مؤمن، ولكل المصدّقين الواثقين بوجودك ووحدانيتك، وكل المصدّقات بذلك من الأمم والأجيال القادمة، ولا تزد الذين ظلموا أنفسهم بالكفر، إلا هلاكا وخسرانا ودمارا.