تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٧٨٩
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» [الإنسان : ٧٦/ ١- ١٢].
هل : في كلام العرب قد تجي ء بمعنى قد، مع التقرير، وقال أكثر المتأوّلين :(هل) تقرير. أي لقد أتى على جنس الإنسان فترة من الزمان، كان فيه منسيا غير موجود ولا مخلوق، ولا مذكور لأحد من الخليقة المتقدمين عليه : وهم الملائكة والجنّ. وهذا إخبار عن فترة ما قبل خلق الإنسان، حيث كان معدوما لا يذكر. أي إذا تأمل كل إنسان نفسه، علم بأنه قد مرّ حين من الدّهر عظيم، لم يكن هو فيه شيئا مذكورا، أي لم يكن موجودا.
ثم أخبر اللّه تعالى عن بدء تكاثر الخلق، إننا نحن الخالق أوجدنا ابن آدم من ماء قليل من المني، مختلط بين ماءي الرجل والمرأة، من أجل اختباره، بالخير والشّر، وبالتكاليف الشرعية، بعد البلوغ، وزودناه بطاقات الفهم والوعي والإدراك وهي السمع والبصر، ليتمكن من حمل رسالة التكليف واجتياز مرحلة الاختبار.
ودللنا الإنسان وأرشدناه، وبيّنا له طريقي الخير والشّر، والهدى والضّلال، ويكون حاله إما مؤمنا شاكرا لأنعم اللّه، مهتديا بهديه، وإما كافرا جاحدا للنعمة معرضا عن الطاعة، متنكّرا للهدي الإلهي. وهذا مثل قوله تعالى : وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠) [البلد : ٩٠/ ١٠]. أي بيّنا له طريق الخير وطريق الشّر، فهو باختياره بعدئذ إما شقي أو سعيد.
(٢) منتشرا فاشيا في كل مكان. [.....]
(٣) المسكين : المحتاج، واليتيم : من لا أب له، والأسير : المأسور في أيدي الأعداء.
(٤) العبوس : شديد الهول، والقمطرير : الشديد الظلمة.
(٥) أعطاهم.
(٦) حسنا وفرحا.