تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨١٥
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [النازعات : ٧٩/ ١- ٢٦].
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار بشدة وعنف، وأرواح المؤمنين بسرعة ولطف، وبالملائكة الذين ينزلون من السماء مسرعين، وتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة، وتدبر الأمر بأن تنزل بالحلال والحرام وتفصيلهما، وقال الحسن البصري : المراد بالكلمات الخمس : النجوم والكواكب في جريها وتنقلها بين الأبراج وسيرها في أفلاكها هادئة، أو مسرعة، أو مدبّرة أمرا بأمر الله تعالى.
وقوله : أَمْراً يراد به الجنس، فيقوم مقام الجمع، وتدبير الأمر في الحقيقة لله تعالى، وإنما أضيف إلى الملائكة لإتيانها به، ولأنها من أسبابه، وجواب القسم محذوف، أي لتبعثن بعد الموت.
حين تتحرك الأرض وتضطرب الجبال، وتتلوها السماء، فتنشق بما فيها من الكواكب وتنتثر.
هناك قلوب تكون يوم القيامة خائفة مضطربة قلقة، لما عاينت من أهوال يوم القيامة، وهي قلوب الكفار، وأبصار أصحابها ذليلة حقيرة، مما عاينت من الأهوال، لموتهم كافرين وإنكارهم البعث، وأقوالهم هي :
يقول المشركون المكيون وأمثالهم : هل نرد إلى حياتنا الأولى، وابتداء أمرنا قبل الموت، فنصير أحياء بعد موتنا. والحافرة : لفظة توقعها العرب على أول أمر رجع
(٢) تتزكى وتطهر نفسك من الآثام.
(٣) انقلاب العصا حية. [.....]
(٤) جمع.
(٥) من أجل عقوبتهما.