تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٤٨
فرد اللّه تعالى عليه ظنه قائلا : بَلى أي بلى، إنه سيرجع إلى اللّه تعالى، وسيعيده إليه ربه كما بدأه، ويجازيه على أعماله، خيرها وشرها، فإن ربه كان به وبأعماله مطلعا خبيرا، لا يخفى عليه منها شي ء.
وفي هذا دلالة واضحة على أنه لا بد من دار للجزاء غير دار التكليف، لأن ذلك مقتضى العلم التام، والقدرة الشاملة، والحكمة البالغة.
تأكيد وقوع القيامة
أكد اللّه تعالى بمناسبات مختلفة غرس عقيدة الإيمان بالبعث على وقوع يوم القيامة، وما يتبعها من أهوال، بقسم صادر من اللّه تعالى، بآيات كونية، منها في سورة الانشقاق : الشفق الأحمر بعد الغروب، والليل، والقمر، على أن هذا اليوم كائن لا محالة، وأن الناس يتعرضون فيه لشدائد الأهوال. ومع الأسف لا يؤمن بعض الناس بالقرآن وبالقيامة، ولا يصغون لآي القرآن، عنادا منهم وتكبرا، فيجازون أشد العذاب، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فله الثواب الدائم غير المنقطع، وهذا ما نصت عليه الآيات الآتية :
[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ١٦ الى ٢٥]
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠)
وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» [الانشقاق : ٨٤/ ١٦- ٢٥].
(٢) أي جمع وضم.
(٣) اجتمع وتكامل بدرا.
(٤) لتلاقنّ حالا بعد حال، بعضها أشد من بعض، وهي الموت وما يتبعه من أحوال القيامة.
(٥) يحفظونه في قلوبهم من شرك أو عصيان وغيرهما من أمراض القلوب.
(٦) غير مقطوع.