تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٦١
تفسير سورة الأعلى
التسبيح والتذكير وإيثار الدنيا
كل سورة من سور القرآن الكريم مهما صغرت أو قل عدد آياتها، فيها العقيدة، وأصول العبادة، والأخلاق بتزكية النفس، والتحذير من الاغترار بالدنيا، والتوجيه نحو العمل الصالح للآخرة الباقية. وهذا الاتجاه هو منهج القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة وصحف إبراهيم وشيث وموسى. وهذا أنموذج للحياة الإسلامية في سورة الأعلى المكية في قول الجمهور :
[سورة الأعلى (٨٧) : الآيات ١ الى ١٩]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤)
فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (٩)
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (١٢) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤)
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» «١٢» «١٣» «١٤» «١٥» [الأعلى : ٨٧/ ١- ١٩].
(١) نزه اللّه عما لا يليق به.
(٢) جعله سويا متناسب الأجزاء متقنا.
(٣) قدر لها مقادير مخصوصة.
(٤) أرشد وعرف طريق الانتفاع بالمخلوقات.
(٥) هشيما يابسا.
(٦) مائلا للسواد.
(٧) نوفقك لأعمال الخير.
(٨) عظ وبلّغ الرسالة.
(٩) يخاف اللّه.
(١٠) الكافر.
(١١) يدخل النار ويحرق فيها. [.....]
(١٢) فاز ونجا من تطهر من الكفر والمعصية وأصلح نفسه.
(١٣) خشع للّه.
(١٤) تفضلون الدنيا على الآخرة.
(١٥) الكتب أو المدونات المنزلة سابقا.


الصفحة التالية
Icon