تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٨٩
و سيباعد عن النار كل تقي اتقى الكفر والعصيان اتقاء بالغا، وهو الذي ينفق ماله ويعطيه في وجوه الخير، طالبا أن يكون عند اللّه زكيا، متطهرا نقيا من الذنوب، من غير رياء ولا سمعة. ولا خلاف في أن المراد بالأتقى : أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه. وقوله تعالى : يَتَزَكَّى معناه : يتطهر ويتنمّى. وظاهر هذا الإتيان : أنه في المندوبات.
وتراه لا يتصدق بماله مقابل نعمة لأحد من الناس عليه، يكافئه عليها. أو ليس إعطاؤه ليجزي نعما قد أنزلت إليه، بل هو صادر عنه ابتداء، ابتغاء وجه اللّه تعالى، العلي الأعلى، وتحقيق رضوان اللّه ومثوبته، لا لمكافأة نعمة، وتالله لسوف يرضى بما نعطيه من الكرامة والجزاء العظيم.
وسبب نزول هذه الآية : أن قريشا قالوا- لما أعتق أبو بكر رضي اللّه عنه بلالا- كانت لبلال يد (معروف) عنده.
وقوله تعالى : إِلَّا ابْتِغاءَ.. مستثنى منقطع، والابتغاء : الطلب. وقوله :
وَ لَسَوْفَ يَرْضى (٢١) وعد من اللّه تعالى لأبي بكر بالرضا عنه في الآخرة.


الصفحة التالية
Icon