تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٩١٧
تفسير سورة العاديات
الجحود والبخل عند الإنسان
يغلب على طبع الإنسان صفتان ذميمتان، الكفر بالنعم أو جحود المعروف والفضل، والبخل أو الشح، وينسى الإنسان أنه في عالم الدنيا في موضع الاختبار والابتلاء، فإن أحسن العمل فاز ونجا، وإن أساء العمل ضل وخسر وهلك. واللّه خبير مطلع على جميع أعمال الناس، ويحصيها عليهم، لتكون أداة أو وسيلة إثبات عليهم، وهذا تهديد بالعقاب الشديد يوم القيامة، وذلك يتبين من سورة العاديات المكية في قول جماعة من أهل العلم، وهو الراجح :
[سورة العاديات (١٠٠) : الآيات ١ الى ١١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤)
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩)
وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» [العاديات : ١٠٠/ ١- ١١].
أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم، عن ابن عباس قال : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلا، ولبثت شهرا، لا يأتيه منها خبر، فنزلت : وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١)
(١) أقسم بخيل الجهاد التي تعدو وتسرع، فيصدر منها صوت أنفاس الخيل. [.....]
(٢) الخيل القادحات التي توري النار، أي تخرجها.
(٣) الخيل التي تغير أو تهجم على العدو وقت الصبح.
(٤) هيجن بمكان عدوهن غبارا، أثناء الحركة.
(٥) توسطن بالنقع جمعا من الأعداء.
(٦) كفور جحود نعمة اللّه عليه.
(٧) أخرج ما في القبور.
(٨) أظهر ما في الصدور وجمع محصلا.


الصفحة التالية
Icon