تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٩٥٤
[سورة المسد (١١١) : الآيات ١ الى ٥]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
«١» «٢» «٣» «٤» [المسد : ١١١/ ١- ٥].
المعنى : هلكت يدا أبي لهب (و كنّي بذلك لحمرة في وجهه) وخسرت وخابت، وهو مجاز عن جملته، أي هلك وخسر، وهذا دعاء عليه بالهلاك والخسران. ثم أخبر اللّه تعالى عنه : وَتَبَّ أي وقد وقع فعلا هلاكه، فقد خسر الدنيا والآخرة، وأبو لهب :
عم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، واسمه : عبد العزى بن عبد المطلب، وقد كان كثير الأذى والبغض والازدراء لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولدينه، كما تقدم.
وقوله : تَبَّتْ معناه : خسرت، والتباب : الخسران والدمار. وأسند ذلك إلى اليدين من حيث كون اليد موضع الكسب والربح وضم ما يملك، ثم أخبر اللّه عنه أنه قد تب، أي حتم عليه ذلك.
ثم أخبر اللّه تعالى عن حال أبي لهب في الماضي، فقال : ما أَغْنى.. أي لم يدفع عنه يوم القيامة ما جمع من المال، ولا ما كسب من الأرباح والجاه والولد، ولم يفده ذلك في دفع ما يحل به من الهلاك، وما ينزل به من العذاب، لشدة معاداته لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وصدّه الناس عن الإيمان به. والفرق بين المال والكسب : أن الأول رأس المال، والثاني هو الربح. وهذا إخبار عن أن جميع أحواله الدنيوية من مال وولد لم تغن عنه شيئا، حين حتم (أوجب) عذابه بعد موته، وهو ما أخبر اللّه تعالى عنه في المستقبل في الآخرة بقوله : سَيَصْلى.. أي إن أبا لهب سيذوق حر نار جهنم ذات
(١) هلك وخسر أبو لهب.
(٢) سيذوق حرها ولهبها.
(٣) تحمله حقيقة في الدنيا، وهي أم جميل، أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان، وزوج أبي لهب.
(٤) في عنقها حبل مفتول من ليف.
(٢) سيذوق حرها ولهبها.
(٣) تحمله حقيقة في الدنيا، وهي أم جميل، أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان، وزوج أبي لهب.
(٤) في عنقها حبل مفتول من ليف.