ج ١، ص : ٤٥
الاستنفاع بها بحال أشياء معدة للانتفاع بها في مصالح مهمة مع المنع من ذلك الختم والتغطية ثم يستعار للمشبه اللفظ الدال على المشبه به فيكون كل واحد من طرفي المشبه مركبا والجامع عدم الانتفاع بما أعد له.
٢ - فإن قلت : فلم أسند الختم إلى اللّه تعالى وإسناده إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إليه بطرقه وهو قبيح واللّه يتعالى عن فعل القبيح « ١ » ؟ قلت :
القصد إلى صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها. وأما إسناد الختم إلى اللّه عز وجل، فلينبه على أن هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشي ء الخلقي غير العرضي.
٣ - وحد السمع لوحدة المسموع دون القلوب والأبصار لتنوع المدركات والمرئيات.
٤ - وصف العذاب بقوله « عظيم » لتأكيد ما يفيده التنكير من التفخيم والتهويل والمبالغة في ذلك أي لهم من الآلام العظام نوع عظيم لا يبلغ كنهه ولا تدرك غايته.
٥ - التنكير : في قوله « غشاوة » وذلك للتفخيم والتهويل.
[سورة البقرة (٢) : آية ٨]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨)
الإعراب :
(الواو) عاطفة أو استئنافية (من) حرف جرّ (الناس) مجرور به وعلامة الجرّ الكسرة، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم « ٢ ». (من) اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر « ٣ » (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و(نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
(١) يشير بهذا إلى اعتقاد المعتزلة بأن اللّه تعالى يجب عليه فعل الأصلح لعبده وهذا باطل
(٢) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور نعتا لمنعوت محذوف هو مبتدأ أي : بعض الناس من يقول...
(٣) ويجوز أن يكون (من) نكرة موصوفة في محلّ رفع مبتدأ أي : فريق يقول :
والجملة بعده نعت له.