ج ١١، ص : ٨٩
متعلّق بـ (زيّن)، وعلامة الجرّ الياء (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) فعل ماض ناقص - ناسخ - والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (كانوا..) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة :« زيّن للمسرفين... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :« كانوا.... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة :« يعملون » في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة
- التقسيم أو صحة الأقسام : وهو عبارة عن استيفاء المتكلم جميع أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه، بحيث لا يغادر منه شيئا. وقوله :« دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً » استوفى جميع الهيئات التي يكون عليها الإنسان وقد تردد التقسيم في آل عمران.
الفوائد
- خلجات النفوس وأوضاع الناس :
هذه الآية الكريمة تصور لنا نموذجا بشريا في الناس لا يختص بزمان أو مكان، وإنما يتكرر ويتوالى على مدار الزمان والمكان، وهو نموذج شائع، ويشكل الغالبية العظمى، إلا من رحم ربك، وقليل ما هم فنحن في هذه الآية مع الإنسان حين يمسه الضر أو تنزل به مصيبة فإنه يدعو اللّه في جميع أحواله مضطجعا أو قائما أو قاعدا، ولكن عند ما يكشف اللّه عنه الضر فإنه ينسى اللّه ويمرّ كأن لم يكن بالأمس شي ء! فهذا وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم أنه يصور النفس البشرية بكافة أبعادها، وجميع حالاتها، ونرى هذا التصوير يصدق على الجنس البشري في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة. ولا عجب لأن اللّه خالق الإنسان ويعلم ما هو عليه، ولا تخفى عليه خافية في الأنفس والآفاق.


الصفحة التالية
Icon