ج ١٢، ص : ٤٢٢
البلاغة
الحذف : في قوله تعالى « فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ » والتقدير في حبه، لأن الذوات لا يتعلق بها لوم. ودليل تقدير في حبه قوله « قَدْ شَغَفَها حُبًّا » في مراودته، ولعلها أولى بدليل قوله :« تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ ». وإنما قلنا أولى لأنه فعلها، بخلاف الحب، فإنه أمر قهري لا يلام عليه إلا من حيث تعاطي أسبابه، أما المراودة فهي حاصلة باكتسابها، فهي قادرة على دفعها، فيتأتى اللوم عليها، بخلاف الحب، فإنه ليس فعلا لها، ولا تقدر على دفعه، لأن الحب المفرط قد يقهر صاحبه ولا يطيق أن يدفعه، وحينئذ فلا يلام عليه. وعلى كل حال فهو من أسبابه.
[سورة يوسف (١٢) : الآيات ٣٣ إلى ٣٥]
قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (٣٣) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٤) ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥)
الإعراب :
(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و(الياء) المحذوفة مضاف إليه (السجن) مبتدأ مرفوع (أحبّ) خبر مرفوع (إلى) حرف جرّ و(الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ، (يدعون) مضارع مبنيّ على السكون.. و(النون) نون النسوة فاعل و(النون) الثانية للوقاية و(الياء) مفعول به (إليه) مثل إليّ متعلّق بـ (يدعون)، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لا) حرف نفي (تصرف) مضارع مجزوم فعل الشرط (عنّي) مثل إليّ متعلّق بـ (تصرف)،