ج ١٣، ص : ١٨٢
البلاغة
١ - الاستعارة التصريحية : في قوله تعالى إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ فالاشراك استعارة بتشبيه الطاعة به، وتنزيلها منزلته أو لأنهم لما أشركوا الأصنام ونحوها بإيقاعه لهم في ذلك فكأنهم أشركوه، والكفر مجاز عن التبري وكما في قوله تعالى وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ والمراد : إن كان إشراككم لي بالله تعالى هو الذي أطمعكم في نصرتي لكم، وخيل إليكم أن لكم حقا علي، فإني تبرأت من ذلك ولم أحمده، فلم يبق بيني وبينكم علاقة، وقد حذف المشبه وأبقى المشبه به على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
الفوائد
١ - الحوار، هو أحد الأساليب القرآنية المعتمدة، ورغم أن الحوار عنصر من عناصر القصة، إلّا انه في كثير من مواطن القرآن الكريم يرد لتقرير حقيقة أو عرض صورة، فهو والمثل صنوان، فنحن نرى في هذه الآيات صورة شاخصة تمثل المستضعفين، والمستكبرين وثالثهم الشيطان، وقد قاموا يتحاورون بين يدي الله، وكل يلقي اللوم على الآخر ولكن ذلك لم يغن عنهم أمام الله شيئا..!
[سورة إبراهيم (١٤) : آية ٢٣]
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (٢٣)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (أدخل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (آمنوا) فعل ماض وفاعله (عملوا) مثل آمنوا (الصّالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جنّات) مفعول به عامله أدخل منصوب وعلامة النصب الكسرة


الصفحة التالية
Icon