ج ١٤، ص : ٣٣١
فإن قلت : فهلا جي ء بمن دون « ما » تغليبا للعقلاء من الدواب على غيرهم؟
قلت : لأنه لو جي ء بمن لم يكن فيه دليل على التغليب، فكان متناولا للعقلاء خاصة، فجي ء بما هو صالح للعقلاء وغيرهم، إرادة العموم. وقد ذكر في روح المعاني أن « ما » إذا قلنا : أنها مختصة بغير العقلاء فاستعمالها هنا في العقلاء وغيرهم للتغليب.
الفوائد
قال ابن الصائغ :« أفرد وجمع بالنظر إلى الغايتين لأن ظل الغداة يضمحل حتى لا يبقى منه إلا اليسير، فكأنه في جهة واحدة. وهو بالعشي على العكس، لاستيلائه على جميع الجهات فلحظت الغايتان في الآية. هذا من جهة المعنى، وفيه من جهة اللفظ المطابقة، لأن سجّدا جمع، فطابقه جمع الشمائل، لاتصاله به، فحصل في الآية مطابقة اللفظ للمعنى ولحظهما معا، وتلك الغاية في الإعجاز ».
[سورة النحل (١٦) : الآيات ٥١ إلى ٥٢]
وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٥١) وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (٥٢)
الإعراب
(الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لا) ناهية جازمة (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف


الصفحة التالية
Icon