ج ١٤، ص : ٣٣٤
ترى أنك لو قلت : إنما هو إله، ولم تؤكده بواحد لم يحسن، وخيل أنك تثبت الإلهية لا الواحدانية فكان لا بد من الاحتراس.
(٢) الالتفات : في قوله تعالى وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ففيه التفات من الغيبة إلى التكلم، على مذهب الجمهور للمبالغة في التخويف والترهيب، فإن تخويف الحاضر مواجهة أبلغ من تخويف الغائب، سيما بعد وصفه بالوحدة والألوهية المقتضية للعظمة والقدرة التامة على الانتقام.
[سورة النحل (١٦) : الآيات ٥٣ إلى ٥٥]
وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (٥٣) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥)
الإعراب
(الواو) استئنافيّة (ما) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ « ١ »، (الباء) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (من نعمة) جارّ ومجرور حال من الضمير العائد في الصلة - أو تمييز ما - (الفاء) زائدة لمشابهة ما للشرط (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ما (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (مسّكم) فعل ماض.. و(كم) ضمير مفعول به (الضمير) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى) حرف جرّ و(الهاء)

_
(١) لم يعرب اسم شرط حتّى لا يقدّر فعل بعده، إذ لا يحذف فعل الشرط إلّا بعد إن في موضعين : الأول في باب الاشتغال كقوله تعالى : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره، والثاني أن يكون إن متلوا بلا، وما تقدّمه يدلّ على الشرط، كقول القائل :
فطلّقها فلست لها بكف ء وإلّا يعل مفرقك الحسام.


الصفحة التالية
Icon