ج ١٥، ص : ١٤١
٣ - نفي الشي ء بإيجابه :
في قوله تعالى :« قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ » لهذا الفن تسمية أخرى وهي : عكس الظاهر.
وهو أن تذكر كلاما، يدل ظاهره على أنه نفي لصفة موصوف، وهو نفي للموصوف أصلا. فاتخاذ اللّه ولدا في نفسه محال، فكيف قيل « ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ».
معنى ذلك : ما لهم به من علم، لأنه ليس مما يعلم لاستحالته، وانتفاء العلم بالشي ء وإمّا للجهل بالطريق الموصل، وإمّا لأنه في نفسه محال لا يستقيم تعلق العلم به. فقد ورد الكلام على سبيل التهكم والاستهزاء بهم.
الفوائد
للمفعول لأجله خمسة شروط :
أ- كونه مصدرا.
ب - كونه فعله من أفعال النفس، وهو مصدر قلبي، نحو التعظيم والاحترام والإجلال والخوف والرغبة والرهبة والحياء والشفقة والعلم ونحوها.
ج - كونه علة، فهو الباعث على الفعل.
ء - اتحاده مع المعلّل به في الزمان.
ه - اتحاده مع المعلل به في الفاعل.
فلا يصح « جئتك محبة إياي ».
ومتى فقد شرط من شروطه الخمسة وجب جرّه بحرف تعليل « كاللام ومن والباء وفي » نحو :
- وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ.
- وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ.