ج ١٥، ص : ١٥٨
الفوائد
استمع إلى هذا الحوار المفيد بين البصريين والكوفيين :
يقول الكسائي : إن اسم الفاعل يعمل على فعله، ولو كان في الزمن الماضي.
واستدل على صحة زعمه بقوله تعالى :« وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ » وردّ البصريون كلام الكسائي وقالوا : إن الحادثة وإن وقعت في الزمن الماضي، إنما الآية وردت على حكاية الحال. واستدلوا على صحة قولهم بدليلين الأول : أن الواو في « وَكَلْبُهُمْ » واو الحال والثاني : أن اللّه عبّر بصيغة الحاضر بقوله تعالى : ونقلبهم ولم يقل « وقلبناهم ».
[سورة الكهف (١٨) : الآيات ١٩ إلى ٢٠]
وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَسائَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (١٩) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (٢٠)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ « ١ »، (ذلك) اسم إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله بعثناهم، و(اللام) للبعد
(١) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله بعثناهم.