ج ١٥، ص : ١٩٦
ثم كان من قصة هذا الغني ما ذكره اللّه من الإحاطة بثمره، وذهاب أصول أشجارها، بما أرسل عليها من السماء من الحسبان.
وقد ضرب اللّه هذا المثل، مشفوعا بالحوار الذي أضفى على القصة بهاء ورونقا وعذوبة وإشراقا وسحرا.
٢ - كلا وكلتا :
هما لفظان يعربان اعراب المثنى، بشرط إضافتهما إلى ضمير. فإذا أضيفا إلى الاسم الظاهر، أعربا اعراب الاسم المقصور، بحركات مقدرة على الألف. ولفظاهما مفرد، ومعناهما مثنى، ولذلك يجوز الاخبار عنهما بضمير المفرد وضمير المثنى، نحو :
كلاهما حين جدّ الجدّ بينهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
إلا أن مراعاة اللفظ أرجح، وبه جاء القرآن الكريم في الآيات التي نحن بصددها، قوله تعالى « كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها » فقد ورد الإخبار عنهما بالإفراد.
[سورة الكهف (١٨) : آية ٤٥]
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ مُقْتَدِراً (٤٥)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (اضرب لهم مثل) مرّ إعرابها « ١ »، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدرة على الألف (كماء) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول به ثان عامله اضرب بمعنى اجعل « ٢ »
(١) في الآية (٣٢) من هذه السورة.
(٢) أو هو خبر لمبتدأ محذوف أي هو كماء.. والجملة في محلّ نصب حال من مثل، والفعل بمعنى فعل متعدّ لواحد مثل اذكر..