ج ١٦، ص : ٢٧٠
وفي وسيلة التخاطب والتفاهم بين بني الإنسان، والتي هي لحمة التفريق بين الإنسان وسائر الحيوان.
الثاني : أن يكون لهذه الأحرف الهجائية، من القداسة والأسرار لدى اللّه، كما يزعم أرباب « الجمّل الكبير والجمّل الصغير ومن ينحو هذا النحو الذي يشبه السحر وما هو بالسحر، أن يكون لها من المقام الخطير عند اللّه، ما يجعلها موضوع قسمه، ومحور اهتمامه واللّه أعلم.
[سورة مريم (١٩) : الآيات ٤ إلى ٦]
قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (٦)
الإعراب :
(ربّ) منادى مضاف حذفت منه أداة النداء، منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف - أصله ربّي - و(الياء) المحذوفة مضاف إليه (منّي) متعلّق بحال من العظم (الواو) عاطفة في الموضعين (شيبا) تمييز محوّل عن الفاعل منصوب (بدعائك) متعلّق بـ (شقيّا)، وقد أضيف المصدر دعاء إلى المفعول أي (بدعائي إيّاك)، (شقيّا) خبر أكن منصوب.
جملة :« قال... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة :« النداء وجوابها... » في محلّ نصب مقول القول.