ج ١٦، ص : ٣٢٠
عليهم السلام عليهم، أو تسليم بعضهم على بعض، أو بمعنى الكلام السالم من العيب، أي يسمعون كلاما سالما من العيب والنقص، وهو من تأكيد المدح بما يشبه الذم، كما في قول الشاعر :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
وهو يفيد نفي سماع اللغو بالطريق البرهاني الأقوى. والاتصال على هذا، على طريق الفرض والتقدير، ولو لا ذلك لم يقع موقعه من الحسن والمبالغة.
[سورة مريم (١٩) : آية ٦٣]
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣)
الإعراب :
(تلك) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ (الجنّة) بدل من تلك مرفوع (التي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ « ١ »، (من عبادنا) متعلّق بحال من الموصول الآتي (من) - نعت تقدّم على المنعوت - (من) موصول مفعول نورث في محلّ نصب.
جملة :« تلك الجنّة التي... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :« نورث... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة :« كان تقيّا... » لا محلّ لها صلة الموصول (من).
الصرف :
(نورث)، فيه حذف الهمزة تخفيفا، ماضيه أورث، والأصل أن يقال نؤورث، استثقلت الهمزة في اللفظ فحذفت.
(١) جاء اسم الموصول خبرا من غير ضمير الفصل لأنّ الجنّة سبق ذكرها في الآيات المتقدّمة.