ج ١٦، ص : ٣٩٤
٢ - كثرة المؤكدات، في الكلام الذي أورده تعالى على لسان فرعون، هو ضرب من ضروب البلاغة القرآنية، فهو إن دلّ على شي ء، فإنما يدل على تكبر وتجبر الفراعنة وإيغالهم في الكفر والربوبية، نحو :
« إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ، فَلَأُقَطِّعَنَّ، لَأُصَلِّبَنَّكُمْ، وَلَتَعْلَمُنَّ.. إلخ ».
[سورة طه (٢٠) : الآيات ٧٢ إلى ٧٣]
قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣)
الإعراب :
(على ما) متعلّق بـ (نؤثرك)، (من البيّنات) متعلّق بحال من الضمير (نا)، (الواو) عاطفة - أو واو القسم - (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على الموصول ما « ١ »، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به « ٢ »، (قاض) خبر أنت مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (إنّما) كافّة ومكفوفة، (هذه) منصوب على نزع الخافض أي في هذه « ٣ »، (الحياة) بدل من اسم الإشارة منصوب - أو عطف بيان - (الدينا) نعت للحياة منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
(١) أو في محلّ جرّ بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره نقسم.
(٢) أجاز العكبريّ وجها آخر هو كونه حرفا ظرفيّا، والمفعول محذوف أي اقض أمرك.
(٣) أو مفعول به عامله تقضي بحذف مضاف أي تقضي أمور هذه الحياة.. ويجوز أن يكون الإشارة ظرفا متعلّقا بـ (تقضي) ومفعوله محذوف أي أمرك أو غرضك.