ج ١٧، ص : ١٢٢
عن معاذ بن جبل : أنه سأل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) وهما في طريقهم إلى غزوة تبوك : فقال : يا رسول اللّه، ائذن لي أن أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : سل عما شئت، قال : يا نبي اللّه، حدثني بعمل يدخلني الجنة، لا أسألك عن شي ء غيره.
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : بخ بخ بخ، لقد سألت العظيم، ثلاثا. وإنه ليسير على من أراد اللّه به الخير، كررها ثلاثا.. فلم يحدثه بشي ء إلا أعاده رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) ثلاث مرات، حرصا لكيما يتقنه عنه، فقال نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : تؤمن باللّه واليوم الآخر.
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتعبد اللّه وحده، لا تشرك به شيئا، حتى تموت وأنت على ذلك، قال رسول اللّه : أعد لي، فأعادها ثلاث مرات، ثم قال نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام. فقال معاذ :
بلى يا رسول اللّه، حدثني بأبي أنت وأمي، فقال نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام فيه، الجهاد في سبيل اللّه، إنما أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا اللّه.
وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على اللّه.
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : والذي نفس محمد بيده، ما شجب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل تبتغي به درجات الآخرة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل اللّه، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق في سبيل اللّه، أو يحمل عليها في سبيل اللّه..
[سورة الحج (٢٢) : الآيات ٤٢ إلى ٤٤]
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤)


الصفحة التالية
Icon