ج ١٨، ص : ١٧٩
بمبعوثين.. (له) متعلّق بـ (مؤمنين).
وجملة :« إن هو إلّا رجل... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة :« افترى... » في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة :« ما نحن له بمؤمنين » في محلّ رفع معطوفة على جملة افترى.
الصرف :
(هيهات)، اسم فعل ماض معناه بعد.
الفوائد
١ - الآية « أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ».
للنحاة آراء عدة في إعراب هذه الآية وخصوصا في خبر « أن » الأولى وأن الثانية.
نختار لكم الرأي الراجح لدى أئمة النحو الذي ارتاحت له النفس واطمأن إليه الفكر وهو أن « أنّ » الثانية تكرار وتوكيد للأولى بعد أن طال الفصل وأن كلمة « مخرجون » هي خبر لـ « أن » الأولى وهذا ما ذهب إليه الجرمي، والمبرد، والفراء ويتفق مع صناعة النحو وقواعد اللغة..
٢ - حول هذه الآية :
شرح ابن أبي الحديد نهج البلاغة، وقد أورد في شرحه ما يلي : قال قاضي القضاة : إن أحدا من العقلاء لم يذهب إلى نفي الصانع للعالم، ولكن قوما من الوراقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة، لم يذهب أحد إليها، وهي أن العالم قديم، لم يزل على هيئته هذه، ولا إله للعالم، ولا صانع له أصلا، وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر. ومن أشهر الذين أخذوا بهذه المقالة من العرب ابن الراوندي، وقد أخذ هذه المقالة ونشرها في كتابه المعروف بكتاب التاج.
وقد ذكر أبو العلاء المعري ابن الراوندي وتاجه في رسالة الغفران، ومما قاله :
« وأما ابن الراوندي، فلم يكن إلى المصلحة بمهدي، وأما تاجه فلا يصلح أن يكون نعلا، هل تاجه إلا كما قالت الكاهنة » « أفّ وتفّ وجورب وخف ». وفي هؤلاء يقول أبو العلاء في لزومياته :


الصفحة التالية
Icon