ج ١٨، ص : ٢٣٥
(كبره)، اسم بمعنى معظم الأمر من كبر الثلاثيّ باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
١ - التعبير بالأنفس عن الآخرين :
في قوله تعالى « ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً » فهذا التعبير ينطوي على أبعد النكت مرمى، وأكثرها حفولا بالمعاني السامية، والسر في هذا التعبير تعطيف المؤمن على أخيه، وتوبيخه على أن يذكره بسوء، وتصوير ذلك بصورة من أخذ يقذف نفسه ويرميها بما ليس فيها من الفاحشة، ولا شي ء أشنع من ذلك.
٢ - الالتفات :
في قوله تعالى « ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ » سياق الكلام أن يقول « لو لا إذ سمعتموه ظننتم بأنفسكم خيرا وقلتم » حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، وعن الضمير إلى الظاهر، ليبالغ في التوبيخ بطريقة الالتفات، وليصرح بلفظ الايمان، دلالة على أن الاشتراك فيه يقتضي أن لا يصدّق مؤمن على أخيه، ولا مؤمنة على أختها، قول غائب ولا طاعن.
الفوائد
١ - حديث الإفك.
جاء في صحيحي البخاري ومسلم، أن عائشة قالت : كنت مع النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) في غزوة، بعد ما أنزل الحجاب، ففرغ منها ورجع، ودنا من المدينة، وأذن بالرحيل ليلة، فمشيت وقضيت شأني، وأقبلت إلى الرحل، فإذا عقدي انقطع، فرجعت ألتمسه، وحملوا هودجي، يحسبونني فيه، وكانت النساء خفافا يأكلن العلقة من الطعام، ووجدت عقدي، وجئت بعد ما ساروا، فجلست في المنزل الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي : فغلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان قد عرس من وراء