ج ١٨، ص : ٢٥٧
لأن النظر بريد الزنى ورائد الفجور، والبلوى فيه أشدّ وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه.
٣ - المبالغة :
في قوله تعالى « وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها » ذكر الزينة، دون مواقعها، للمبالغة في الأمر بالتستر، لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد، لا يحل النظر إليها إلا لمن استثني في الآية.
الفوائد
١ - عفة المؤمن :
عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال : إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار : أ فرأيت « الحمو » قال :« الحمو الموت ». رواه البخاري ومسلم،
ثم قال : ومعنى كراهيته الدخول على النساء، على نحو ما
روي عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال :« لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ».
والحمو هو أبو الزوج، ومن أدلى به، كالأخ والعم وابن العم ونحوهم، وأبو المرأة ومن أدلى به. وقيل هو قريب الزوج فقط، وقيل قريب الزوجة فقط.
قال أبو عبيد : فإذا كان هذا في رواية أبي الزوج، وهو محرم، فكيف بالغريب ومعنى « الحمو الموت » أي الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر، لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه.
٢ - أيها المؤمنون :
مرّ معنا أن المعرف بأل يتوصّل إلى ندائه بـ « أي »، وتلحق بها الهاء علامة للمذكر، والتاء والهاء علامة للمؤنث. وحول ذلك شروح يرجع إليها في مواطنها.
[سورة النور (٢٤) : الآيات ٣٢ إلى ٣٣]
وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣)


الصفحة التالية
Icon