ج ١٨، ص : ٢٦١
(البغاء)، مصدر سماعيّ للرباعيّ باغت الأمة أي زنت، وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة منقلبة ياء متطرفة بعد ألف ساكنة، أصله بغاي.
(تحصّنا)، مصدر الخماسيّ تحصّن، وزنه تفعّل بضمّ العين المشدّدة، وزن ماضيه بضم ما قبل آخره.
البلاغة
الاحتراس : في قوله تعالى « إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً »، فقد أقحم هذا الاعتراض، ليبشع ذلك عند المخاطب، ويحذره من الوقوع فيه، ولكي يتيقظ أنه كان ينبغي له أن يأنف من هذه الرذيلة وإن لم يكن زاجر شرعي، ووجه التبشيع عليه أن مضمون الآية النداء عليه بأن أمته خير منه، لأنها آثرت التحصّن عن الفاحشة، وهو يأبى إلا إكراهها.
الفوائد
١ - الحض على النكاح :
عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) « يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء » رواه البخاري ومسلم.
الباءة : الجماع أو النكاح. والمقصود مؤنة النكاح.
الوجاء : رضّ الخصيتين، وشبّه الصوم بـ « الخصاء ».
٢ - المكاتبة : مكاتبة العبد، أن يقول له مالكه : كاتبتك على كذا من المال، فإن أداها له أصبح حرا. وصيغته : أن يقول الرجل لمملوكه، كتبت لي على نفسي أن تعتق مني إذا وفيت لي بالمال، وكتبت لي على نفسك أن يفي بذلك، أو أن يقول : كتبت عليك الوفاء بالمال، وكتبت عليّ العتق. وفي كتب الفقه من أحكام العتق ما ترنو إليه كلما نفس طلعة.
٣ - يُغْنِهِمُ اللَّهُ :
الفعل يغني مجزوم بجواب الشرط، وجزمه حذف حرف العلة من آخره.