ج ١٩، ص : ١٥٦
جاء أصح، لما في النبأ، من الزيادة التي يطابقها وصف الحال.
الفوائد
١ - منطق الطير :
قال مقاتل : وأحسبه أخذ قوله من الاسرائيليات : كان سليمان جالسا في معسكره، وكانت مساحته مائة فرسخ في مائة، خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ، فرأى بلبلا على شجرة، فقال لجلسائه : أ تدرون ما يقول هذا الطائر. قالوا : اللّه ونبيه أعلم. قال يقول : أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة، فقال : استغفروا اللّه يا مذنبون.
وصاحت أثنى أحد الطيور فأخبر أنها تقول : ليت ذا الخلق لم يخلقوا. وصاح طاووس فقال يقول : كما تدين تدان وصاح خطاف فقال يقول : قدموا خيرا تجدوه، وصاح طيطوي فقال يقول : سبحان ربي الأعلى وقال الحدأة فجرى يقول : كل شي ء هالك إلا وجهه.
والقطاة تقول : من سكت سلم، والببغاء تقول : ويل لمن الدنيا همه. والديك يقول :
اذكروا اللّه يا غافلون. والنسر يقول : يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول : في البعد من الناس أنس. والضفدع يقول : سبحان ربي الأعلى...!
٢ - سأل سائل : ما الذي أضحك سليمان؟
وجاء الجواب : الذي أضحكه شيئان :
الأول : اعتراف النملة برحمته ورحمة جنوده، وقولها وهم لا يشعرون، إذ لو شعروا لم يفعلوا.
الثاني : سروره بما آتاه اللّه، من إدراكه لغة النملة، وهي على ما هي، من الضالة والقماءة.
٣ - الحال قسمان :
مبينه ومؤكده :
أ- الحال المبينة : وهي التي لا يستفاد معناها بدونها، مثل « جاء خالد راكبا » فلا يستفاد


الصفحة التالية
Icon