ج ٢١، ص : ١٢٢
الصرف :
(الجرز)، صفة مشبّهة من جرزت تجرز الأرض - باب فرح - بمعنى لا تنبت أو أكل نباتها، وزنه فعل بضمتين، جمعه أجراز.
البلاغة
فن المناسبة : في قوله تعالى « أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ » الآية.
والمناسبة قسمان : إما مناسبة في المعاني، وإما مناسبة في الألفاظ وما يهمنا في هذه الآية هو القسم الأول وحدّه : أن يبتدئ المتكلم بمعنى ثم يتمم كلامه بما يناسبه معنى دون لفظ.
فقد قال تعالى في صدر الآية : أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ، وهي موعظة سمعية، لكونهم لم ينظروا إلى القرون الهالكة، وإنما سمعوا بها، فناسب أن يأتي بعدها بقوله « أَفَلا يَسْمَعُونَ » أما بعد الموعظة المرئية، وهي قوله بعد هذه الآية « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ » فقد ناسب أن يقول « أَفَلا يُبْصِرُونَ » لأن الزرع مرئي لا مسموع، ليناسب آخر كل كلام أوله.
الفوائد
- إزاحة وهم :
من الوهم في هذه الآية قول ابن عصفور في قوله تعالى في هذه الآية أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا إن (كم) فاعل يهد، فإن قلت : خرجه على لغة حكاها الأخفش، وهي أن بعض العرب لا يلتزم تصدّر (كم) الخبرية، قلت : قد اعترف برداءتها، فتخريج التنزيل عليها بعد ذلك رداءة، والصواب أن الفاعل مستتر راجع إلى اللّه سبحانه وتعالى، أي أ ولم يبين اللّه لهم، أو إلى الهدى، والأول قول أبي البقاء، والثاني قول الزجاج وقال الزمخشري : الفاعل الجملة، وقد مر أن الفاعل لا يكون جملة، و« كم » مفعول به لأهلكنا، والجملة مفعول يهد، وهو معلق عنها « وكم الخبرية تعلق خلافا لأكثرهم » وقد ذكر الامام النسفي أن الفاعل هو اللّه عز وجل، بدليل قراءة زيد عن يعقوب (أ ولم تهد لهم).


الصفحة التالية
Icon