ج ٢١، ص : ١٥٣
فلم يقبل الرسول (صلّى اللّه عليه وسلّم) ذلك منهم، فطلبوا النجاة بأنفسهم، فلم يرض أيضا، بل قال : لا بد من النزول والرضى بما يحكم عليهم، خيرا كان أو شرا. فعند ما لم يجدوا محيصا عن قبول الحكم قال لهم عليه الصلاة والسلام : أ ترضون بحكم سعد بن معاذ؟
قالوا : نعم، فأرسل إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) فاحتمل، لإصابته في أكحله وهو شريان الذراع يوم الخندق، ولما أقبل على النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) قال النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) : قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، ففعلوا، فقال له الرسول (صلّى اللّه عليه وسلّم) : احكم فيهم يا سعد! فالتفت سعد - رضي اللّه تعالى عنه - للناحية التي ليس فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) وقال : عليكم عهد اللّه وميثاقه أن الحكم كما حكمت، قالوا : نعم، فالتفت إلى الجهة التي فيها الرسول (صلّى اللّه عليه وسلّم) وقال : وعلى من هنا كذلك؟ وهو غاض طرفه إجلالا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) قالوا :
نعم. قال : فإني أحكم أن تقتلوا الرجال، وتسبوا النساء والذرية. فقال عليه الصلاة والسلام : لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبع سماوات. فجمع صلّى اللّه عليه وسلّم الغنائم فخمّست مع النخل، بعد أن نفذ الحكم فيهم، وضرب أعناقهم في خندق من خنادق المدينة وكانوا بين السبعمائة والتسعمئة.
[سورة الأحزاب (٣٣) : الآيات ٢٨ إلى ٢٩]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩)
الإعراب :
(يا أيّها) مرّ إعرابها « ١ »، ، (النبيّ) بدل من أيّ - أو عطف بيان - تبعه في الرفع لفظا (لأزواجك) متعلّق بـ (قل)، (كنتنّ) ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(التاء) اسم كان، و(النون) حرف لجمع الإناث (تردن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع و(النون) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تعالين) فعل

_
(١) في الآية (٩) من هذه السورة.


الصفحة التالية
Icon