ج ٢١، ص : ٧٨
الفوائد
- لقمان الحكيم :
في اسمه قولان :
أحدهما : أنه اسم أعجمي منع من الصرف للعجمة والعلمية.
وثانيهما : أنه عربي ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والأول أولى.
وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا...
وقد نسجت حول حكمة لقمان أساطير كثيرة، نورد هذه الأقوال لرجحانها :
أ- قال قتادة : خيّره اللّه بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة. فسئل عن ذلك، فقال : لو أرسل اللّه إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة.
ب - قال سعيد بن المسيب :
كان أسود من سودان مصر، حكمته من حكمة الأنبياء وقيل : كان خياطا وقيل : راعيا، فرآه رجل يعرفه قبل ذلك، فقال : أ لست عبد بني فلان، كنت ترعى بالأمس؟ قال : بلى، قال : فما بلغ بك ما أرى؟ قال : وما يعجبك من أمري؟ قال :
وطء الناس بساطك، وغشيانهم بابك، ورضاهم بقولك. قال : يا ابن أخي، إن صنعت ما أقول لك، كنت لك. قال : وما أصنع؟ قال : غضّ بصري، وكفّ لساني، وعفّة طمعي، وحفظ فرجي، وقيامي بعهدي، ووفائي بوعدي، وتكرمة ضيفي، وحفظ جاري، وترك ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرني كما ترى. ويروى أنه قال :
قدر اللّه، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني.
ج - و
قال أنس : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك. قال اللّه تعالى :« وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ».
د - قال الثعالبي المفسّر : اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيّا، إلا عكرمة، تفرّد بأنه نبيّ...
ه - قال وهب بن منبه : كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام. وقيل : ابن خالته. وكان


الصفحة التالية
Icon