ج ٢٢، ص : ٢١٦
قال ابن عباس ووهب وغيرهما : كان لهم سدّ بنته بلقيس، فأمرت بواديهم فسدّ بالصخر والقار بين الجبلين، وجعلت لهم ثلاثة أبواب، بعضها فوق بعض، وبنت دونه بركة ضخمة، وجعلت فيها اثني عشر مخرجا، على عدة أنهار يفتحونها إذا احتاجوا للماء، فإذا جاء المطر، اجتمع عليهم ماء أودية اليمن، فاحتبس السيل من وراء السد، وكانوا يبدءون بالسقاية من الباب الأعلى، ثم الأوسط، ثم الأدنى، فلا ينفد الماء حتى يمتلئ السد من مطر السنة المقبلة. فلما طغوا وكفروا، غضب اللّه عليهم، وهيّأ أسبابا أدت إلى انهيار سدهم، ففاض الماء، وخربت أرضهم وجنانهم، وغرقوا ومزقوا كل ممزّق، حتى صاروا مثلا عند العرب، يقولون :(ذهبوا أيدي سبأ، وتفرقوا أيادي سبأ).
[سورة سبإ (٣٤) : آية ١٩]
فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (١٩)
الإعراب :
(الفاء) عاطفة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (بين) ظرف منصوب متعلّق بـ (باعد)، (أحاديث) مفعول به ثان بحذف مضاف أي :
ذوي أحاديث (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات - أو بنعت لها -.
جملة :« قالوا... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر « ١ ».
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة :« باعد... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة :« ظلموا... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا « ٢ ».

_
(١) في الآية السابقة (١٨)
(٢) أو معطوفة على مقدّر أي : فبطروا النعمة وظلموا.. أو هي حال بتقدير قد.


الصفحة التالية
Icon