ج ٢٣، ص : ١٠٥
طالب، فأتوه وقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنما أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فأرسل إليه أبو طالب، فدعا به، فلما أتى النبي (صلّى اللّه عليه وسلم) قال له : يا ابن أخي، هؤلاء قومك، يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلم) وماذا يسألونني؟ قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلم) : أ تعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل : للّه أبوك، لنعطيكها وعشرا أمثالها، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلم) : قالوا : لا إله إلا اللّه، فنفروا من ذلك وقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشي ء عجاب.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٦ إلى ٨]
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨)
الإعراب :
(الواو) عاطفة (منهم) متعلّق بحال من الملأ (أن) حرف تفسير « ١ »، (على آلهتكم) متعلّق بـ (اصبروا) بتضمينه معنى اثبتوا أي اثبتوا على عبادتها (اللام) المزحلقة للتوكيد، ونائب الفاعل لفعل (يراد) ضمير مستتر يعود على شي ء.
جملة :« انطلق الملأ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الكافرون « ٢ ».
وجملة :« امشوا... » لا محلّ لها تفسيريّة « ٣ ».
(١) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بـ (باء) محذوفة متعلّق بـ (انطلق).
(٢) في الآية (٤) من السورة.
(٣) أو هي صلة الموصول الحرفيّ (أن).