ج ٢٣، ص : ١٣٦
الفوائد
- الفاء الزائدة :
وهي التي دخولها في الكلام كخروجها، وهذا لا يثبته سيبويه، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقا، وحكى :« أخوك فوجد ». وقيّد الفراء والأعلم وجماعة الجواز بكون الخبر أمرا أو نهيا، فالأمر كقوله :
وقائلة : خولان فانكح بناتهم وأكرومة الحيين خلو كما هي
وحمل عليه الزجاج قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ. والنهي نحو (زيد فلا تضربه)، وقال ابن برهان : تزاد الفاء عند أصحابنا جميعا، كقول : النمر بن تولب :
لا تجزعي إن منفس أهلكته فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
ومن زيادتها قول الشاعر :
لما اتقى بيد عظيم جرمها فتركت ضاحي جلدها يتذبذب
لأن الفاء لا تدخل في جواب لما، خلافا لابن مالك
[سورة ص (٣٨) : آية ٦٠]
قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠)
الإعراب :
(بل) للإضراب (لا مرحبا بكم) مثل لا مرحبا بهم « ١ »، والواو في (قدّمتموه) زائدة هي إشباع حركة الميم (لنا) متعلّق بـ (قدّمتموه)، (فبئس القرار) مثل فبئس المهاد « ٢ » مفردات وجملا.
جملة :« قالوا... » لا محلّ لها استئنافيّة.. ومقول القول محذوف أي لا تشتمونا بل أنتم...
وجملة :« أنتم لا مرحبا بكم » لا محلّ لها استئنافيّة.
(١) في الآية (٥٩) السابقة. [.....]
(٢) في الآية (٥٦) من هذه السورة.