ج ٢٣، ص : ١٦٣
وجملة النداء :« يا عباد » لا محلّ لها استئنافيّة - أو مقول القول لقول مقدّر -.
وجملة :« اتّقون » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي : إن خفتم النار فاتّقون.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.
البلاغة
التهويل : في قوله تعالى « أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ».
تهويل رائع، فقد جعل الجملة مستأنفة، وصدّرها بحرف التنبيه، وأشار بذلك إلى بعد منزلة المشار إليه في الشر، وأنه لعظمه بمنزلة المحسوس، ووسّط الفصل بين المبتدأ والخبر، وعرّف الخسران، وأتى به على فعلان الأبلغ من فعل، ووصفه بالمبين، من الدلالة على كمال هوله وفظاعته، وأنه لا نوع من الخسر وراءه.
الفوائد
- أحوال المنادي المضاف لياء المتكلّم :
١ - إن كان معتل الآخر (مقصورا أو منقوصا) ثبتت معه الياء مفتوحة، مثل :
(يا فتاي، يا محاميّ).
٢ - إن كان صفة : أي (اسم فاعل، أو مبالغته، أو اسم مفعول) ثبتت معها الياء ساكنة أو مفتوحة تقول :(يا سامعي يا سامعي أجبني) (يا معبودي يا معبودي أغثني) ٣ - إن كان صحيح الآخر جاز فيه أربعة أوجه :
آ - حذف الياء وإبقاء الكسرة قبلها دليلا عليها، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) بـ - إبقاء الياء ساكنة (يا عبادي) ج - إبقاء الياء وفتحها (يا حسرتي على فلان).
د - قلب الكسرة قبل الياء فتحة، وقلب الياء ألفا، مثل :(يا حسرتا). فإن كان المضاف