ج ٢٣، ص : ١٧٦
وجملة :« يتّقون » في محلّ رفع خبر لعلّ.
البلاغة
١ - الاستعارة التصريحية : في قوله تعالى « عِوَجٍ ».
لفظ العوج مختص بالمعاني، دون الأعيان. وقيل المراد بالعوج : الشك واللبس.
وأنشد :
وقد أتاك يقين غير ذي عوج من الإله وقول غير مكذوب
فالعوج : استعارة تصريحية.
٢ - التشبيه المقلوب : في قوله تعالى « أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ».
وأصل الكلام : أ نجعل المفسدين كالمصلحين والفجار كالمتقين، ولكنه عكس، مبالغة ومسايرة لظن الكافرين بأنهم أرفع مكانة من المؤمنين المتقين في الآخرة، كما أنهم كذلك في الدنيا، لأن الأصل أن يشبه الأدنى بالأعلى.
الفوائد
- أقسام الحال :
تنقسم باعتبارات :
١ - الأول : انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إلى قسمين : منتقلة، وهو الغالب، وملازمة، وذلك واجب في ثلاث مسائل :
إحداهما : الجامدة غير المؤولة بالمشتق، نحو (هذا مالك ذهبا) (هذه جبّتك خزّا) بخلاف نحو (بعته يدا بيد) بمعنى متقابضين، وهو وصف منتقل، وإنما لم يؤول في الأول لأنها مستعملة في معناها الوضعي، بخلافها في الثاني، وكثير يتوهم أن الحال الجامدة لا تكون إلا المؤولة بالمشتق، وليس كذلك.
الثانية : المؤكدة نحو (وَلَّى مُدْبِراً) وقولك (هو الحق صادقا) لأن الصدق من لوازم الحق وصفاته.
الثالثة : التي دل عاملها على تجدد صاحبها، نحو (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)


الصفحة التالية
Icon